Admin

Administrator
طاقم الإدارة
هذه الأبيات للإمام الشافعي تحمل رسالة تربوية عميقة، وتُجسد رؤيته لقيمة العلم ومكانة صاحبه، بعيدًا عن الاعتبارات الشكلية أو المراتب الاجتماعية. إليك شرحًا لها في فقرة واحدة مترابطة:
في هذه الأبيات، يحث الإمام الشافعي على طلب العلم، مؤكدًا أن الإنسان لا يُولد عالمًا، بل يكتسب المعرفة بالتعلم والاجتهاد، كما في قوله: "تعلّم فليس المرء يُولد عالمًا"، وهي دعوة صريحة لكسر وهم الفطرة المطلقة، والاعتراف بأهمية السعي. ثم يفرق بين من يملك العلم ومن يفتقر إليه، فيقول: "وليس أخو علم كمن هو جاهل"، فشتّان بين من يملك أدوات الفهم والبصيرة، ومن يعيش في ظلمة الجهل. ويضرب مثالًا اجتماعيًا في البيت الثالث، فيُظهر أن مكانة المرء لا تُقاس بعمره أو منصبه، بل بعلمه، فيقول: "وإن كبير القوم لا علم عنده، صغير إذا التفت عليه الجحافل"، أي أن من يتصدر القوم بلا علم، يظل صغيرًا في أعينهم مهما بدا كبيرًا. ويقابل ذلك بقوله: "وإن صغير القوم إن كان عالمًا، كبير إذا رُدت إليه المحافل"، فيُعلي من شأن العالم، حتى لو كان شابًا أو من طبقة متواضعة، فالعلم يرفعه ويجعله مرجعًا في المجالس.

هذه الأبيات تختزل فلسفة الشافعي في أن العلم هو معيار التفاضل الحقيقي، لا السن ولا الجاه، وهي دعوة للتمكين المعرفي، ولإعادة الاعتبار لأهل العلم في المجتمع. هل ترغب أن أستخرج لك منها فكرة تصلح لمقال أو بحث؟
تَعَلَّمْ فَلَيْسَ الْمَرْءُ يُولَدُ عَالِمًا
وَلَيْسَ أَخُو عِلْمٍ كَمَنْ هُوَ جَاهِلُ
وَإِنَّ كَبِيرَ الْقَوْمِ لَا عِلْمَ عِنْدَهُ
صَغِيرٌ إِذَا الْتَفَّتْ عَلَيْهِ الْجَحَافِلُ
وَإِنَّ صَغِيرَ الْقَوْمِ إِنْ كَانَ عَالِمًا
كَبِيرٌ إِذَا رُدَّتْ إِلَيْهِ الْمَحَافِلُ
 
عودة
أعلى