في مقاله المنشور في مجلة The Economist، يسلّط التقرير الضوء على المحادثات الحاسمة في مصر بين ممثلي إسرائيل وحماس برعاية أميركية–مصرية–قطرية تهدف إلى التوصل إلى اتفاق تبادل أسرى ووقف إطلاق نار يمهّد لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين. يقود خليل الحيّة وفد حماس، بينما يمثّل رون ديرمر حكومة نتنياهو، تحت ضغط مباشر من دونالد ترامب الذي يسعى لتحقيق إنجاز دبلوماسي يرسّخ صورته كصانع سلام قبل إعلان جائزة نوبل للسلام. تتضمن خطة ترامب انسحابًا جزئيًا للجيش الإسرائيلي، وضمانات أمنية، وتدفق مساعدات لغزة، تليها مرحلة ثانية تشمل نزع سلاح حماس وتشكيل حكومة تكنوقراطية وقوة استقرار دولية. إلا أن الخلافات الجوهرية بين الطرفين — حول الانسحاب، ونزع السلاح، ومستقبل السيطرة على غزة — تجعل النجاح رهينًا بتوازن الضغوط السياسية والاعتبارات الانتخابية لكل من نتنياهو وحماس، ما يجعل هذه الجولة لحظة فاصلة لمستقبل المنطقة.
A make-or-break moment for Israel, Hamas—and Donald Trump
في يوم الاثنين، السادس من أكتوبر، من المقرر أن يجتمع الفاعلون الرئيسيون في حرب إسرائيل وحماس في مصر لبدء محادثات حاسمة تهدف إلى بحث المرحلة الأولى من اتفاق يتعلق بآلية إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى حماس في غزة. غير أن كثيرين – بمن فيهم معظم الإسرائيليين، وسكان غزة، والرئيس الأميركي دونالد ترامب – يأملون أن يكون هذا الاتفاق مفتاحًا للمرحلة الثانية التي يمكن أن تنهي الحرب بشكل دائم. إلا أن ذلك يعتمد على قدرة المفاوضين على تجاوز الخلافات الجوهرية بين الطرفين، وعلى مدى استعداد قادة إسرائيل وحماس، تحت ضغط الإرهاق الشعبي والسياسي، للتحوّل نحو خيار السلام.
سيترأس وفد حماس خليل الحيّة، الذي نجا قبل أسابيع من غارة إسرائيلية على الدوحة أودت بحياة ابنه ومساعده وثلاثة من حراسه. أما الجانب الإسرائيلي، فسيقوده رون ديرمر، مستشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعضو الحكومة التي صادقت على تلك الغارة. ولن تلتقي الوفود مباشرة، إذ سيتولى دبلوماسيون أميركيون ومصريون وقطريون التنقل بين الجانبين. ومن المتوقع حضور جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، المقربين من ترامب، للإشراف على سير المفاوضات.
يطالب ترامب الطرفين بجدية التزامهما، فقد أطلق قبل أسبوع خطة سلام من عشرين بندًا، أجبر فيها نتنياهو على التعهد بإنهاء الحرب، متحدثًا عن إمكانية تحقيق «سلام أبدي». ورغم الردّ المشروط من حماس في الثالث من أكتوبر، كتب ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي أن الحركة «جاهزة لسلام دائم»، وأمر إسرائيل بوقف قصف غزة لتسهيل صفقة الأسرى، مهددًا في الخامس من أكتوبر بـ«إبادة كاملة» في حال رفضت حماس تسليم السلطة. ويُقال إن كوشنر وويتكوف سيسافران إلى مصر لـ«مراقبة» الإسرائيليين وضمان التوصل إلى اتفاق، فيما يعوّل ترامب على حلفائه القطريين لزيادة الضغط على حماس، على أمل أن يحقق بذلك إنجازًا يرشحه لنيل جائزة نوبل للسلام التي سيُعلن عنها في العاشر من أكتوبر.
تركّز المفاوضات على كيفية ترتيب وقف إطلاق النار. فإطلاق سراح 48 أسيرًا إسرائيليًا (بينهم نحو 20 أحياء) مقابل 1,950 أسيرًا فلسطينيًا، منهم 250 محكومًا بالمؤبد، يمثل الجزء الأسهل. أما الأصعب فهو ضمان ترتيب الانسحاب الإسرائيلي دون أن تفقد تل أبيب أوراقها الأمنية، وضمان ثقة حماس في أن إسرائيل لن تستأنف القتال بعد الصفقة. ومن المرجّح أن يكون الحل انسحابًا جزئيًا للجيش الإسرائيلي مع ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة وإسرائيل، يعقبها تدفّق مساعدات إنسانية ضخمة إلى غزة.
يبدو الجيش الإسرائيلي مستعدًا للصفقة؛ فبعد عامين من الحرب المرهقة، يسعى لسحب خمس فرق قتالية من غزة وتسريح عشرات آلاف جنود الاحتياط. وبعد إقرار قائمة الأسرى الفلسطينيين من الحكومة، يُمنح ذوو القتلى الإسرائيليين 24 ساعة لتقديم التماساتهم للمحكمة العليا، التي عادةً ما ترفضها. وبانتهاء هذه الإجراءات، قد تُطوى صفحة مأساة الأسرى التي هزّت المجتمع الإسرائيلي.
غير أن المشهد الأوسع أكثر تعقيدًا. فخطة ترامب، التي تؤيدها دول عربية حليفة لواشنطن، تنص على نزع سلاح حماس، وتشكيل حكومة تكنوقراطية لإدارة شؤون غزة المدنية، ونشر قوة استقرار دولية تمنع عودة حماس إلى السيطرة العسكرية أو السياسية على القطاع. لكن الطرفين لا يزالان متمسكين بمواقف متناقضة جذريًا.
بالنسبة لحماس، يظل الأسرى ورقة التفاوض الأهم، وستسعى إلى ضمانات تمنع استئناف القتال، مع رفضها لبنود نزع السلاح. ويواجه الحيّة، أحد قادة الحركة بعد مقتل يحيى السنوار العام الماضي، ضغوطًا داخلية وخارجية، إذ تسعى القيادة السياسية لتبرير الكارثة التي لحقت بغزة عبر تصوير إطلاق الأسرى الفلسطينيين كإنجاز وطني. ومع أن الحركة قد تقبل لاحقًا بفكرة حكومة تكنوقراطية، فإنها لن تتخلى عن نفوذها في غزة ولن تُضعف موقعها أمام حركة فتح في الصراع على القيادة الفلسطينية. كما أن الانقسام الداخلي بين الجناح العسكري والسياسي ما زال قائمًا، ما يجعل هذه المفاوضات تحدد ملامح هوية الحركة المستقبلية.
أما نتنياهو، فيقف هو الآخر عند مفترق طرق. فبينما يستعد لحملة انتخابية قريبة، يواجه ضغطًا هائلًا من ترامب، ما دفعه إلى قبول خطة وقف النار وتقديمها على أنها «انتصار شخصي»، معلنًا أمام الجمهور: «من نصرٍ إلى نصر — نحن نغيّر وجه الشرق الأوسط». ويحظى هذا الموقف بتأييد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية و72% من الجمهور.
لكن إذا فشلت المفاوضات في تحقيق الشروط الكاملة للخطة، مثل تفكيك البنية العسكرية لحماس، فإن شركاء نتنياهو من اليمين المتطرف سينسحبون من الائتلاف، ما سيجبره على انتخابات مبكرة (بدل أكتوبر المقبل). عندها سيصعب عليه الادعاء بأنه «قاد إسرائيل إلى النصر». لذا، فإن إنهاء الحرب في غزة يمثل الهدف العاجل لهذه المحادثات، لكنه أيضًا معركة سياسية شخصية لكلٍّ من نتنياهو وقادة حماس، وقد تحدد مستقبلهم كما تحدد مصير المنطقة بأسرها.
سيترأس وفد حماس خليل الحيّة، الذي نجا قبل أسابيع من غارة إسرائيلية على الدوحة أودت بحياة ابنه ومساعده وثلاثة من حراسه. أما الجانب الإسرائيلي، فسيقوده رون ديرمر، مستشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وعضو الحكومة التي صادقت على تلك الغارة. ولن تلتقي الوفود مباشرة، إذ سيتولى دبلوماسيون أميركيون ومصريون وقطريون التنقل بين الجانبين. ومن المتوقع حضور جاريد كوشنر وستيف ويتكوف، المقربين من ترامب، للإشراف على سير المفاوضات.
يطالب ترامب الطرفين بجدية التزامهما، فقد أطلق قبل أسبوع خطة سلام من عشرين بندًا، أجبر فيها نتنياهو على التعهد بإنهاء الحرب، متحدثًا عن إمكانية تحقيق «سلام أبدي». ورغم الردّ المشروط من حماس في الثالث من أكتوبر، كتب ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي أن الحركة «جاهزة لسلام دائم»، وأمر إسرائيل بوقف قصف غزة لتسهيل صفقة الأسرى، مهددًا في الخامس من أكتوبر بـ«إبادة كاملة» في حال رفضت حماس تسليم السلطة. ويُقال إن كوشنر وويتكوف سيسافران إلى مصر لـ«مراقبة» الإسرائيليين وضمان التوصل إلى اتفاق، فيما يعوّل ترامب على حلفائه القطريين لزيادة الضغط على حماس، على أمل أن يحقق بذلك إنجازًا يرشحه لنيل جائزة نوبل للسلام التي سيُعلن عنها في العاشر من أكتوبر.
تركّز المفاوضات على كيفية ترتيب وقف إطلاق النار. فإطلاق سراح 48 أسيرًا إسرائيليًا (بينهم نحو 20 أحياء) مقابل 1,950 أسيرًا فلسطينيًا، منهم 250 محكومًا بالمؤبد، يمثل الجزء الأسهل. أما الأصعب فهو ضمان ترتيب الانسحاب الإسرائيلي دون أن تفقد تل أبيب أوراقها الأمنية، وضمان ثقة حماس في أن إسرائيل لن تستأنف القتال بعد الصفقة. ومن المرجّح أن يكون الحل انسحابًا جزئيًا للجيش الإسرائيلي مع ضمانات مكتوبة من الولايات المتحدة وإسرائيل، يعقبها تدفّق مساعدات إنسانية ضخمة إلى غزة.
يبدو الجيش الإسرائيلي مستعدًا للصفقة؛ فبعد عامين من الحرب المرهقة، يسعى لسحب خمس فرق قتالية من غزة وتسريح عشرات آلاف جنود الاحتياط. وبعد إقرار قائمة الأسرى الفلسطينيين من الحكومة، يُمنح ذوو القتلى الإسرائيليين 24 ساعة لتقديم التماساتهم للمحكمة العليا، التي عادةً ما ترفضها. وبانتهاء هذه الإجراءات، قد تُطوى صفحة مأساة الأسرى التي هزّت المجتمع الإسرائيلي.
غير أن المشهد الأوسع أكثر تعقيدًا. فخطة ترامب، التي تؤيدها دول عربية حليفة لواشنطن، تنص على نزع سلاح حماس، وتشكيل حكومة تكنوقراطية لإدارة شؤون غزة المدنية، ونشر قوة استقرار دولية تمنع عودة حماس إلى السيطرة العسكرية أو السياسية على القطاع. لكن الطرفين لا يزالان متمسكين بمواقف متناقضة جذريًا.
بالنسبة لحماس، يظل الأسرى ورقة التفاوض الأهم، وستسعى إلى ضمانات تمنع استئناف القتال، مع رفضها لبنود نزع السلاح. ويواجه الحيّة، أحد قادة الحركة بعد مقتل يحيى السنوار العام الماضي، ضغوطًا داخلية وخارجية، إذ تسعى القيادة السياسية لتبرير الكارثة التي لحقت بغزة عبر تصوير إطلاق الأسرى الفلسطينيين كإنجاز وطني. ومع أن الحركة قد تقبل لاحقًا بفكرة حكومة تكنوقراطية، فإنها لن تتخلى عن نفوذها في غزة ولن تُضعف موقعها أمام حركة فتح في الصراع على القيادة الفلسطينية. كما أن الانقسام الداخلي بين الجناح العسكري والسياسي ما زال قائمًا، ما يجعل هذه المفاوضات تحدد ملامح هوية الحركة المستقبلية.
أما نتنياهو، فيقف هو الآخر عند مفترق طرق. فبينما يستعد لحملة انتخابية قريبة، يواجه ضغطًا هائلًا من ترامب، ما دفعه إلى قبول خطة وقف النار وتقديمها على أنها «انتصار شخصي»، معلنًا أمام الجمهور: «من نصرٍ إلى نصر — نحن نغيّر وجه الشرق الأوسط». ويحظى هذا الموقف بتأييد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية و72% من الجمهور.
لكن إذا فشلت المفاوضات في تحقيق الشروط الكاملة للخطة، مثل تفكيك البنية العسكرية لحماس، فإن شركاء نتنياهو من اليمين المتطرف سينسحبون من الائتلاف، ما سيجبره على انتخابات مبكرة (بدل أكتوبر المقبل). عندها سيصعب عليه الادعاء بأنه «قاد إسرائيل إلى النصر». لذا، فإن إنهاء الحرب في غزة يمثل الهدف العاجل لهذه المحادثات، لكنه أيضًا معركة سياسية شخصية لكلٍّ من نتنياهو وقادة حماس، وقد تحدد مستقبلهم كما تحدد مصير المنطقة بأسرها.